هندسة المشاريع - دليل عملي للجمعيات حول كيفية تخطيط و هندسة مشروع تنموي (ج8).


V - تخطيط المشاريع/ منهجية تركيب المشروع {الجزء الأول}


1 -  تقديم:
إن التسيير بالمشروع يرتبط أولا بالغايات والأهداف، خاصة ما يتعلق بتسيير الأمور المعقدة ومن تم منهجية التنظيم المرتكزة على هدف ونتيجة.وهكذا فالمشروع تتم ترجمته بتحقيق أعمال منسقة ومنظمة في الزمان والمجال مع السعي إلى الحصول عل نتائج محددة ومعدودة تطابق الأهداف التي سبق تحديدها.
وفي هذا الاتجاه، يعتبر المشروع كمجموعة من الترتيبات الممنهجة والمتداخلة والمكونة للعلاقات وتوزيع المهام والتخطيط والتقييم مع الاهتمام بالتحسن المستقر لهذا السياق. وتمنح للأشخاص المشتركون في المشروع سلط ومهام محددة ومضبوطة.
وفي ظل سياق التسيير عبر المشاريع، تعطى أهمية كبيرة لتنظيم وهيكلة المشروع مع تفصيل الأنشطة والتخطيط لمختلف المراحل والسهر على التوازن والتحكم في الكلفة والزمن، كما يتضمن هذا السياق مجموعة من التوقعات المتعلقة بالمخاطر.
وتساعد تقنيات التخطيط على تبسيط عملية تركيب المشروع وإدماجه في إطار استراتيجية منسجمة. كما تمكن من التوفر على معلومات تفصيلية حول مضمون المشروع نظرة إجمالية حول استراتيجية العمل والمنهجية المعتمدة لمختلف مراحله (تحديد المشروع وضع التصور، البرمجة، الإنجاز، التقييم....).
وتساعد الاستراتيجية بدورها على مراقبة الروابط الحقيقية بين الأنشطة التي سيتم إنجازها والنتائج المنتظرة وأهداف المشروع، أي بصورة أخرى مراقبة الانسجام الشامل لكل عناصر المشروع.
ومن هذا المنطلق، فإن الفصل التالي سيتطرق إلى بعض وسائل وتقنيات التخطيط وتركيب المشاريع، كما سيعالج منهجية تخطيط المشاريع حسب الأهداف ومنهجية الإطار العقلاني.

 2 : منهجية تخطيط المشاريع حسب الأهداف (PPO) :
انها وسيلة عمل تشاركية تسهل وضع مخطط للمشروع. فانطلاقا من تحليل الإشكالية، تمكن هذه الوسيلة من إدخال آراء متنوعة ومن التوصل إلى تفاهم جماعي للمشاكل ومن تحديد متفق عليه للوسائل والأهداف: تتكون هذه المقاربة من ثلاثة عناصر يكمل كل منها الآخر:
          - المنهجية التي تصلح كأداة موجهة لفريق التخطيط
         - الاشتغال من خلال الفريق الذي يشكل إطارا لدراسة المشاكل
         - المعاينة التي تساعد على التسجيل الكتابي لمساهمات المشاركين واستخراج نتائج النقاش.
وتتمحور وسيلة PPO  حول خمسة مراحل:
·        تحليل المشاركة.
·        تحليل المشاكل.
·        تحليل الأهداف.
·        تحليل البدائل.
·        تحرير بيان المخطط.

المرحلة الأولى: تحليل المشاركات:
وتتجلى هذه المرحلة في تحديد الساكنة المستهدفة من المشروع ومجموع الفاعلين والمؤسسات التي يمكن أن تلعب دورا، بشكل مباشر أو غير مباشر في المشروع وتلك التي يمكن أن تكون متضررة من المشروع.
- الأهداف: -  إعطاء نظرة حول فاعلي المشروع (منظمات، مؤسسات، فرق....)
 - توضيح الفوائد والانتظارات والتخوفات والرفض والمشاركات  بالنسبة للمعنين.
المسطرة: تتم في لقاء تشاوري على شكل عصف ذهين للقيام بجرد الفاعلين وترتيبهم حسب الفئات النافعة وتركيب وتحليل الفاعلين.
الملاحظات: أخذ مختلف التوقعات والآفاق بعين الاعتبار، وضمان مشاركة جميع المعينين، وأخذ العوامل السوسيو-ثقافية بعين الاعتبار (الجنس وفئات الأعمار...)
الآليات: تحليل القدرات، فضاء التنظيم، سجلات التحاليل.

الفاعلون
المصالح
المهام
القدرات
الانتظارات
التخوفات
نقاط القوة والضعف
فاعل م






فاعل ب







المرحلة 2: تحليل المشاكل:
ويتعلق الأمر بتحديد المشكل الأساسي. وهذه المرحلة تسعى أيضا لمعرفة من هم المتضررون من المشكل ؟ وماهي أسباب المشكل وآثاره؟ ويجب مناقشة هذه الأمور مع مجموع الأطراف المعنية وكذا مناقشة الخلاصات المعبر عنها بصيغة سلبية.
الأهداف: إعطاء نظرة حول المشاكل المهمة التي يهدف المشروع إلى حلها (او المساعدة على حلها)
- تحليل أسباب وآثار المشاكل وترتيبها حسب التدرج.
- تحسيس وتوعية الفاعلين حول الإشكالية.
المسطرة: على شكل عصف ذهني يتم خلاله جرد المشاكل المهمة.
- تحليل المشكل الأساسي (او المشكل المفتاح)
-       تحديد أسباب المشكل المركزي.
-       تحديد اثار المشكل المركزي.
-       التأكد من عقلانية التحليل وكماله.



الملاحظات: - غياب حل ليس بالضرورة مشكلا.
- أخذ المشاكل المعاشة في الواقع فقط بعين الاعتبار.
- ضرورة الوضوح حول الآفاق: عن ماذا نتجت هذه المشاكل؟
الآليات: - شجرة المشاكل.
SEPO (نجاح، فشل، قدرات، عوائق)
أحدث أقدم